المهر والعروس

المقاله تحت باب  في السياسة
في 
20/03/2008 06:00 AM
GMT



الذين يجهلون قيمة العراق او يتجاهلونها يتساءلون اليوم وبمناسبة مرور خمسة اعوام على بداية الغزو الامريكي للعراق عن جدوى الحرب وضرورتها . وتمتلئ اعمدة الصحف بمواضيع شتى تبين بالارقام والاحصاءات فداحة الخسارة الامريكية او تهلل ، متأخرة لسقوط ذرائع الحرب باكتشافات "خطيرة" تثبت عدم وجود علاقة بين تنظيم القاعدة والرئيس العراقي الراحل او عدم وجود اسلحة للدمار الشامل .
ويمكن بكل ثقة القول بأن ما يكتب وينشر ويؤكد بهذا الصدد ليس سوى كلام فارغ مبني على ادعاءات فارغة اريد بها اصلاً تضليل العقول وصرف الانظار عن الدوافع الحقيقية لغزو العراق والتي تتجمع مفاتيحها الآن، وبعد خمس سنوات من الغزو، بيد امريكا .
عربياً، تخلصت امريكا من صوت مشاكس تصدى، ولو بالقول، لمخططاتها ومشاريعها، وقطعت يداً كانت تمتد بالون لمناوئيها وخصومها .
شرق اوسطياً، وفرت امريكا عنصر امان اساسياً لربيبتها اسرائيل وتخلصت من تهديد دائم للوجود الصهيوني الذي تحرص على سلامته وأمنه .
محلياً، مزقت امريكا بالطائفية والفوضى والارهاب شعباً ابياً كان طليعة للقوى الوطنية ومادة لحركة التقدم والتحديث والأصالة .
إقليمياً، اقامت امريكا لنفسها قلعة محصنة في قلب اكثر المناطق حيوية في العالم، وأمنت لقواتها منصة انطلاق جاهزة للوثوب على من لا يروق لها من دول الجوار .
نفطياً وهو الاهم، وضعت امريكا يدها على اغنى احتياط في العالم وأتمت سيطرتها على التفط العربي وبالتالي على اقدار نصف العالم او يزيد من الدول الأوربية والآسيوية التي ستضطر الى استجداء شريان اقتصادها من واشنطن .
بالحسابات المالية وحدها يقدر احتياط العراق النفطي غير المكتشف لحد الآن بما يتراوح بين 300 الى 450 مليار برميل، الأمر الذي يعني كنزاً بقيمة 36 ترليون دولار مسحوبة بالاسعار الحالية للنفط، اي ان امريكا قد اشترت 36 ترليون دولار بترليون واحد او يزيد هي كلفة الحرب النهائية كما يقدرها البعض . ؟
الذين يحصون خسائر امريكا بالالوف من القتلى وبالمليارات من الدولارات يتساءلون : هل تستحق الحرب على العراق هذا المهر الغالي؟ اما الذين يعرفون قيمة العراق فيقولون : نعم، اذا كان العراق هو العروس .